وضع نوايا العام الجديد

في نهاية كل عام ومع بداية العام الجديد تعلو الطاقة بشعارات مثل: خطط للعام الجديد، ضع أهدافك، حقق أحلامك.. وأحياناً يبدو الأمر أشبه بالدوامة فهذه الشعارات تكتسح كل مكان، وأينما نظرت في السوشال ميديا تجد من يتحدث عن هذه الأمور. من غير المستبعد أن تعلو مشاعر الحزن والتشوش في هذه الفترة خاصة مع كل تلك التوقعات الكبيرة التي وضعها لنا من حولنا. ما أود الإشارة إليه أنه لا مشكلة من وضع الأهداف وتعلم التقنيات المختلفة في سبيل متابعتها وتحقيقها، لكن ليس هذا هو الخيار الوحيد! ليس كل منا يناسبه هذا الخيار، فبالتأكيد هناك دوماً خيارات أخرى يمكن تجربتها. في هذا المقال أقدم لك وضع نوايا العام الجديد بطريقة مبتكرة.


عقلية الهدف أم عقلية النية؟

بداية علينا فهم الفرق بين عقلية الهدف وعقلية النية، قد تجد أن واحدة من الطريقتين أنسب لك في بعض الحالات.

مثال على ذلك هو اللياقة البدنية، يمكنك وضع هدف أن ترتاد الجيم ثلاث مرات بالأسبوع، ويمكنك على الصعيد الآخر أن تضع نيتك بأن تصبح أكثر صحة. قد يندرج تحت النية ارتياد النادي الرياضي وكذلك حمية غذائية ومثلاً إدارة الضغوطات. من هنا نفهم أن النية أعم وأشمل من الهدف، الهدف يكون محدود ومقيس وفي بعض الحالات يحتاج المرء أن يكون محدداً لأجل أخذ خطوة في التنفيذ. وفي أحيان أخرى يلزم أن يكون المرء مرن فيختار أن يضع نية بدل هدف لأجل التطور. يمكنك تحديد في أي مجال من حياتك أنسب لك استخدام الأهداف أو النوايا.


فكّر بتبعات النوايا

عقلية النوايا عادة لديها تأثير مختلف عن عقلية الهدف. هنا لدينا عدة مجالات مؤثرة حيث يكون تفعيل النوايا أفضل من وضع الأهداف..

النوايا تساعدك لتكون أكثر تمكيناً في حالات الشك وعدم اليقين بالخطوات الأنسب، وعند تعقيد الأمور وغموضها وكثرة الاحتمالات والتغييرات وانعدام الاستقرار. تخطيط الأهداف التقليدي له تحدياته هذه الأيام وفي ظل الظروف الراهنة من انعدام الاستقرار والتضخم والأوبئة وغيرها. الكثير من علامات فقدان التحكم قد تظهر على من يضع أهدافاً صلبة بمعايير معينة وبأوقات زمنية محدودة. هنا تبرز النوايا كأداة مرنة ترشدنا خلال الرحلة بغض النظر عن الظروف. فهي دوماً تتجلى لنا بطرق مختلفة وبالطريقة الأنسب للوضع الراهن. بالعودة لمثالنا الأول عن اللياقة البدنية، لو كان هدفك ارتياد النادي الرياضي ستصاب بالإحباط عند إغلاقه بسبب الأوبئة، لكن لو كانت نيتك هي الصحة العامة فلا يزال بإمكانك استكشاف هذه النية من خلال نواحي أخرى كالتمرين في حديقة أو داخل المنزل، من غير تضييع وقت إضافي؛ هنا نرى أن النية تترجم بأفضل احتمال بما يتناسب مع الآن.


النوايا يمكنها التأثير الإيجابي على تجربتك خلال العام. التخطيط الزائد وكتابة أهداف غير متناسبة مع أسلوب الحياة أو شخصية الفرد هو أمر شائع جداً؛ فالكثيرون ينساقون للعبارات الرنانة أو يشعرون بضغط في بداية كل عام لأداء الواجب المدرسي ألا وهو كتاب قائمة الأهداف، وتحت هذا الضغط قد يتم كتابة أهداف لا تعبر عنا فقط تكتب لأجل تعبئة الفراغات، هنا ندرك أن الأهداف أحياناً لا تكون متصلة بالقلب إنما بالعقل والفكر أكثر وهذا يأخذنا إلى النقطة التالية.


النوايا مصدرها القلب والمشاعر، أما الأهداف مصدرها العقل والأفكار. هنا ينبغي عليك تحديد ما إذا كنت شخص يعبّر أكثر بعواطفه وخياله ومشاعره ويسمع صوت قلبه أم أنك شخص عقلاني فكري عملي؟ هذا سيحدد ما إذا كانت كتابة النوايا أنسب لك أم الأهداف.


حدد إن كنت شخص بصري ومائل للابتكار والإبداع (دماغ أيمن) أم أنك منطقي متسلسل بالخطوات (دماغ أيسر). إن كنت ذو دماغ أيمن مهيمن فمن المحتمل أنك تميل لتفعيل نواياك وقد تجسدها لاحقاً من خلال أهداف قصيرة متسلسلة خلال العام، فأنت بهذه الحالة تطلق النية وتمسك بيدك أول الاحتمالات التي تعترض طريقك، كما أنه من المحتمل جداً أنك لا تعرف التخطيط كثيراً والكتابة والتسلسل وتحتاج إلى التوضيح والتعبير عن مشاعرك لتترجمها إلى أفكار من خلال الألوان والأشكال والصور.


مطبوعات زهرة النوايا المجانية

إن كنت قد قرأت النقاط في الأعلى وأيقنت أن الأهداف ليست الخيار الأنسب لك، إنما تود تجربة كتابة النوايا فإليك تصميم اليونيكورنز في زهرة النوايا بالألوان التي حتماً ستسهّل عليك ترجمة ما يجول في مشاعرك إلى كلمات مكتوبة في الورق ونوايا تطلقها لتتجلى.

الخطوات مدرجة في ملف التحميل وهي ببساطة استخدام أجزاء الزهرة لفهم ترتيب مشاعرنا وتصوراتنا لأجل إطلاق نوايانا؛ فقلب الزهرة له دلالة، وساق الزهرة يعبر عن دلالة أخرى، أما البتلات متمثلة بستة ألوان كل منها يدل على مجال معين في الحياة لإطلاق النية (روحاني، مهني، عاطفي، مهاري، مادي، صحي)

كل ما عليك عمله هو تعبئة الورقة بحسب الإرشادات – البدء بوضع ثيم عام للسنة، ثم عبارة تمثّل توكيدة العام، ومن ثم تحديد النوايا في كل مجال.


تحديد النوايا أهداف مخطط تخطيط عام جديد


إطلاق النية

ينبغي أن تكون في حالة استرخاء، قد يساعدك أخذ بعض النَّفسات، وأن تضع يدك على قلبك، وأن تنوي بصيغة الحاضر كل نية كتبتها. ثم أطلقها من عندك دون تعلّق بها، فقط انوِها وأطلقها وتخيلها كأنها مكتوبة على بالون وشاهدها تطير حتى تختفي لتفك أي تعلق بها. وأغلق الورقة واطوها واتركها في درج المكتب أو يمكنك لصقها في دفترك لكن لا تطلع عليها كثيراً؛ فالنية محلها القلب وسترى كيف خلال العام ستتيسر لك الاحتمالات لتحقيق بعض أو كل النوايا التي كتبتها في الورقة، قد تتحقق النية كاملة أو أجزاء منها.

مشاعر جيدة

مما لا شك فيه أن عيشك يومك في مشاعر جيدة ضروري لرؤية تجليات هذه النوايا، فبعد وضع النية يلزمنا أن نحيا بمشاعر جيدة وهذا كفيل بأن يملأنا بطاقة إيجابية جاهزة لاستقبال العطاء.

التركيز

وعلينا التركيز خلال العام لالتقاط الإشارات لأجل استقبال الفرص التي تنفتح أمامنا لتجلّي هذه النوايا، فالكثير من الأحيان لا نكون مركزين بالفرص التي تتجلى أمامنا فلا نغتنمها وهنا تكمن المشكلة بقلة تركيزنا أو ضعف حضورنا. النية قد تتجلى بطرق كثيرة وتفتح أمامنا فرصاً قد لا ندرك أنها بوابة لتجلي تلك النية.